آخر الأحداث والمستجدات 

رمضان وطفرة العبادة

رمضان وطفرة العبادة

قوة الموضوع في تزامن العطلة الصيفية والشهر المبارك رمضان...لنحدد بعض المفاهيم الأولية التي لا يجب القفز عليها فالرب المعبود في رمضان هو الملزم بالعبادة في الشهور الأخرى ...لما أثرت ذكر الأمر رغم انه من المسلمات الأولية ؟

ان طغيان سلطة العبادة في شهر رمضان هي صحوة دينية لحظية وعرف تربينا على رؤيته وممارسته ،لا أعمم القول، بل إن واقع الحال يحيلنا الى ذلك، فالمحارم والكبائر يتم اجتنابها - بالفارق - كما يتم اعمار المساجد طيلة الشهر المبارك ....

اعتقد أن الأمر يستوجب منا أكثر من وقفة حول ظاهرة العبادة في شهر رمضان ونكوصها في غيره من شهور السنة .....لا نختلف أساسا في قيمة العبادة في هذا الشهر ومكانته الدينية التفضيلية ،ولكن ننكر الأمر بوقوف العبادة عند بعضنا بعد انقضاء الشهر في حده العدي النهائي او في قيام ليلة القدر ....

قبل الحديث عن الليلة الرمضانية لا بد من الحديث عن اليوم الرمضاني فهو البدأ الاولي ...قد نختلف في الوصف لأثر الصيام على الصائمين من حيث اننا فئات اجتماعية مختلفة ،فمنا من يصبح يومه هو ليله ،ونهاره هو ليله ولا يجمعه مع الصيام إلا اسم "صائم" ...ومنا من ترى فيه يطبق تعريف الصوم بحده الادنى من حيث هو الكف....لكنه يمارس السب والنصب والاحتيال.....ومنا من هو بالمنزلة بين المنزلتين وحكمه صائم الى حين...ولا محيد لنا من الوقوف على شريحة اجتماعية نقية النية والسريرة صيامها ديني وعبادتها تغطي شهور السنة بدون مد ولا جزر ....

اما ليلة رمضان ففيها اختلاف وقول ...الاختلاف مرجعيته الى مدى تجدر عقيدة الصائم ووفائه لحرمة الشهر ...فإذا كانت الممارسات الصالحة/الطالحة في غير رمضان توزع على طيلة اليوم ،فاننا نلحظ في رمضان مظالم ليلية مشينة نخجل من ذكرها ...نلحظ بان هناك ممحاة شيطانية تقوم في الليل بمحو اجر الصيام اليومي ...

لا نختلف في افضلية العبادة في شهر رمضان ...لا نختلف في الاثر الموفور لأفضلية العشر الاواخر من رمضان الكريم ....لكني يمكن ان انظر الى الامر من زاوية متسعة باتساع شعاعها انه النفعية البشرية التى يمكن اعتبارها انانية بشرية في استهداف العبادة بكثرة في شهر رمضان ودونه بسير السلحفاة ...فعند تمييز شهر رمضان دينيا ليس مرده الى حكم قيمة وانما الامر يتأسس على مرجعية دينية تستهدف السلوكات الاجتماعية فضلا عن الممارسة العبادية ....

فاذا كانت السلوكات الاجتماعية ترنو بالذات البشرية الى الإحساس العمودي بقوة الرب على عباده ،ثم بالإحساس الافقي من حيث المساواة وتجريب حالة من لا استطاعة له بالعيش الكريم في يوم الصيام...وعلى العموم فالكتب الفقهية تحتوي على المرامي العميقة لشهر رمضان فيما يهم غاياتها الاجتماعية...

اما الممارسة العبادية فهي تلك الطفرة النوعية الزائدة بحلول الشهر الكريم ...لكن الامر "لا اعمم القول " تحول الى عبادة رمضان ....في حين ان الدين وحدة متكاملة لا تجزيء فيه " اخذ الدين كوحدة كلية لا انتقاء فيها " انها الحقيقة التي لا يمكن ان نتستر عليها ،فكم من مسجد ضاقت رحابه بالمصلين بينما يشكو الكفاف في رواده بعد شهر رمضان...

لا نريد تطبيق المثل المكناسي "صلاة القياد في الجمعة والأعياد " وإنما نبتغي ترسيم شعائر الدين في ممارستها كوحدة تامة لا تستوجب التقسيم والتفاضل إلا ما ورد فيها بنصوص قطعية...

فمن بين العرف الممتد كسيقان الأخطبوط في الأوساط الشعبية ان التعمق في العبادة يمحو السيئات في شهر رمضان ،بينما الأمر مرجعيته الربانية منمطة بحقوق الله والعباد ...

الشهر الكريم ،والعشر الأواخر وليلة القدر، عبادات لا توازيها أيام اخرى ...لكن لنجعل من رمضان شهر الانطلاقة الفعلية للممارسة الدينية /العبادية فضلا عن الممارسات السلوكية كمعاملات إسلامية...لكن  قد نصطدم بمجموعة من الأسئلة التي تتطلب أجوبة مباشرة وضابطة :

1- ما حكم من يفيض العبادة في شهر رمضان ويتوانى عليها في دونه؟

2-ما الهدف الديني بإمداد المصلي بالثواب والحسنات المضاعفة في شهر رمضان؟

3-كيف يمكن ضبط إيقاع المصلين بالمساجد كمثل شهر رمضان؟

4- هل السمر الرمضاني يعارض مبدأ توالي العبادة في شهر الصيام؟وما حلية السمر الرمضاني و نوعية التي لا تعارض الدين؟

  فالدعاء لنا بقبول صيامنا وقيامنا هو دعاء نرتجي منه العطف الرباني ،فلما لا يبقى هذا الدعاء حضر معنا بعد شهر الغفران عسى الله ان يمددنا الصلاح الأمثل لسلوكاتنا الاجتماعية في ظل مظلة مغرب المواطنة. 

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : محسن الاكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2013-08-03 21:00:15

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك